لقد وصلنا إلى نقطة أصبح فيها الذكاء الاصطناعي جزءا لا يتجزأ من حياتنا الرقمية والمهنية، فلم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد تقنية معقدة يدرسها العلماء في المختبرات، بل تحول إلى مجموعة من خدمات الذكاء الاصطناعي العملية والمتاحة التي يمكن لأي عمل تجاري، بغض النظر عن حجمه، أن يستفيد منها لـ تطوير الأعمال الخاصة به، فلماذا تكتسب هذه الخدمات هذه الأهمية الكبيرة في الوقت الحالي؟ السبب بسيط: لأنها تمنح الشركات قدرات لم تكن متاحة من قبل.
عندما نتحدث عن خدمات الذكاء الاصطناعي، فإننا نشير إلى مجموعة واسعة من الحلول التي يمكن للشركات الاستفادة منها، وكل نوع من هذه الخدمات مصمم ليلبي احتياجات محددة ويسهم في تطوير الأعمال بطرق مختلفة.
هذه الخدمات تمكن الآلات من فهم، تحليل، وتوليد اللغة البشرية، ويمكنك استخدامها في روبوتات الدردشة الذكية التي تتفاعل مع العملاء بشكل طبيعي، أو في أنظمة تحليل المشاعر التي تفهم ما يشعر به العملاء من تعليقاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، كما تستخدم في ترجمة النصوص، وتلخيص المقالات الطويلة، وحتى في كتابة المحتوى التسويقي أو التقارير، فهي تغير طريقة تواصل الشركات مع عملائها وكيفية معالجتها للمعلومات النصية.
هذا النوع من الخدمات يسمح للآلات “برؤية” وتفسير الصور ومقاطع الفيديو ويتم استخدامها في التعرف على الوجوه، اكتشاف الأشياء في الصور، تحليل الفيديو للمراقبة الأمنية، أو حتى فحص جودة المنتجات في خطوط الإنتاج فمثلاً يقوم نظام ذكاء اصطناعي ما بفحص منتجات المصنع واكتشاف العيوب بسرعة ودقة تفوق العين البشرية، وهذه الخدمات تفتح أبوابا جديدة في الأمان، مراقبة الجودة، والتحليل البصري.
هذه الخدمات توفر منصات قوية تتيح للشركات بناء، تدريب، ونشر نماذج التعلم الآلي دون الحاجة لامتلاك بنية تحتية ضخمة أو خبرة عميقة في البرمجة، ويمكنك استخدامها للتنبؤ بالمبيعات، تحديد العملاء المعرضين لخطر التوقف عن الشراء (Churn Prediction)، أو حتى لتحسين التسعير الديناميكي لمنتجاتك، فهي تبسط عملية تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتجعلها في متناول المؤسسات الأصغر حجما.
هذه الخدمات لا تقتصر على الروبوتات المادية فقط، بل تشمل أيضا أتمتة العمليات الروبوتية (RPA) التي تحاكي المهام البشرية على أجهزة الكمبيوتر ويتم استخدامها لأتمتة إدخال البيانات، معالجة الفواتير، إدارة المخزون، أو حتى إرسال رسائل البريد الإلكتروني الروتينية، فهي تساهم بشكل كبير في زيادة الكفاءة وتقليل الأخطاء البشرية في المهام المتكررة.
تركز هذه الخدمات على استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات التاريخية والحالية للتنبؤ بالأحداث المستقبلية ويتم استخدامها للتنبؤ باتجاهات السوق، تحديد العملاء المحتملين الأكثر احتمالية للشراء، أو حتى التنبؤ بالأعطال المحتملة في الآلات والمعدات، فهذه القدرة على التنبؤ تمنح الشركات ميزة استراتيجية كبيرة.
هذه الخدمات تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل تفضيلات العملاء الفردية وتقديم توصيات مخصصة للمنتجات، المحتوى، أو الخدمات، ونراها في منصات التجارة الإلكترونية مثل أمازون، وفي منصات البث مثل نتفليكس، فهي تزيد من تفاعل العملاء، وتحسن من المبيعات ورضا العميل بشكل عام.
تحسين الإنتاجية هو هدف رئيسي لأي عمل تجاري، وخدمات الذكاء الاصطناعي تقدم سبلا كثيرة لتحقيق ذلك، فعندما نتحدث عن الإنتاجية، فإننا لا نعني العمل بجهد أكبر، بل العمل بذكاء أكبر.
إن التطور السريع في مجال الذكاء الاصطناعي يعود في جزء كبير منه إلى الشركات الرائدة التي تستثمر بكثافة في البحث والتطوير، وتقدم مجموعة واسعة من خدمات الذكاء الاصطناعي القوية والمتاحة للجميع، فهذه الشركات قامت بتبسيط تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتكون في متناول المطورين والشركات على حد سواء.
أولاً: خدمات جوجل السحابية للذكاء الاصطناعي (Google Cloud AI Services): تقدم جوجل مجموعة شاملة من خدمات الذكاء الاصطناعي عبر منصتها السحابية، وتشمل هذه الخدمات:
ثانياً: خدمات أمازون ويب سيرفيسز للذكاء الاصطناعي (Amazon AWS AI Services): تعد AWS واحدة من أكبر مزودي الخدمات السحابية، وتقدم مجموعة هائلة من خدمات الذكاء الاصطناعي، منها:
ثالثاً: خدمات مايكروسوفت أزور للذكاء الاصطناعي (Microsoft Azure AI Services): توفر مايكروسوفت عبر منصة أزور مجموعة قوية من خدمات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك:
رابعاً: OpenAI APIs: بعد النجاح الكبير لـ ChatGPT، توفر OpenAI واجهات برمجة تطبيقات لخدماتها اللغوية القوية مثل GPT-4، وهذه الواجهات تمكن المطورين والشركات من دمج قدرات توليد اللغة، فهم النصوص، وتلخيصها في تطبيقاتهم الخاصة، ويتم استخدامها لكتابة المحتوى، تطوير مساعدين افتراضيين، أو حتى تحسين تجربة العملاء عبر محادثات ذكية.
خامساً: IBM Watson: منصة IBM Watson تقدم مجموعة من خدمات الذكاء الاصطناعي التي تركز بشكل خاص على حلول الأعمال للمؤسسات، وتشمل خدمات معالجة اللغة الطبيعية المتقدمة، تحليل البيانات، وأنظمة التوصية الذكية التي يتم تطبيقها في قطاعات مثل الرعاية الصحية، المالية، وخدمة العملاء.
قد يبدو دمج خدمات الذكاء الاصطناعي في أنظمة شركتك الحالية مهمة شاقة، لكنها ليست كذلك بالضرورة، ويتم هذا التكامل بسهولة إذا تم اتباع نهج مدروس، فالهدف هو جعل الذكاء الاصطناعي يعمل جنبا إلى جنب مع أدواتك وعملياتك القائمة لـ تطوير الأعمال الخاصة بك، وليس استبدالها.
قبل البدء في التكامل، يجب عليك فهم الأنظمة الموجودة في شركتك.
فما هي البرامج التي تستخدمها لإدارة علاقات العملاء (CRM)؟ أو لإدارة الموارد البشرية (HRM)؟ أو للتجارة الإلكترونية؟ وما هي نقاط الضعف في هذه الأنظمة التي يمكن للذكاء الاصطناعي تحسينها؟ هذا التقييم يساعدك على تحديد أين سيحدث الذكاء الاصطناعي أكبر فرق.
معظم خدمات الذكاء الاصطناعي الرائدة (مثل خدمات جوجل، أمازون، ومايكروسوفت للذكاء الاصطناعي) تقدم واجهات برمجة تطبيقات (APIs).
هذه الواجهات هي ببساطة نقاط اتصال تسمح لأنظمتك الحالية “بالتحدث” مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتبادل البيانات، فمثلاً، يمكنك ربط نظام خدمة العملاء الخاص بك بـ API لروبوت دردشة ذكي لتقديم ردود فورية، وهذا هو النهج الأكثر شيوعا ومرونة للتكامل.
في بعض الأحيان، قد تحتاج إلى استخدام منصات وسيطة (مثل Zapier أو Make) لربط أنظمتك القديمة مع خدمات الذكاء الاصطناعي الحديثة.
فهذه المنصات تبسط عملية التكامل وتجعلها ممكنة حتى بدون خبرة برمجية عميقة، ويمكنك إعداد “سير عمل” تلقائي حيث يقوم الذكاء الاصطناعي بمهمة معينة بمجرد حدوث حدث في نظام آخر.
لا تحاول دمج الذكاء الاصطناعي في كل جوانب عملك دفعة واحدة.
ابدأ بمشروع تجريبي صغير يركز على مشكلة واحدة ومحددة، فمثلاً جرب استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل تعليقات العملاء على منتج واحد، أو لأتمتة الرد على خمسة أسئلة شائعة فقط، وبمجرد نجاح المشروع التجريبي، يمكنك التوسع تدريجيا.
الذكاء الاصطناعي يتغذى على البيانات.
لكي يعمل بشكل جيد، يجب أن تكون البيانات التي تغذيها لأنظمة الذكاء الاصطناعي دقيقة، كاملة، ومنظمة، وقد تحتاج إلى تنظيف البيانات الموجودة في أنظمتك الحالية قبل دمجها مع خدمات الذكاء الاصطناعي، وبعد التكامل، يجب تدريب فريق عملك على كيفية استخدام الأنظمة الجديدة التي تدمج الذكاء الاصطناعي، وقدم لهم الدعم المستمر وكن مستعدا لتعديل العمليات بناء على ملاحظاتهم.
إذا كانت عملية التكامل معقدة، أو إذا لم تكن لديك الخبرة الداخلية، فلا تتردد في الاستعانة بمتخصصين في التكامل والذكاء الاصطناعي، فـ شركات مثل البدر للنظم الذكية يمكنها تقديم الاستشارة والمساعدة في دمج خدمات الذكاء الاصطناعي بسلاسة في البنية التحتية لشركتك.
لـ خدمات الذكاء الاصطناعي القدرة على أن تمنح الشركات الناشئة ميزة تنافسية كبيرة وتساعدها على تطوير الأعمال الخاصة بها بسرعة وفعالية.
على الرغم من الفوائد الكبيرة لـ خدمات الذكاء الاصطناعي، إلا أن تبنيها قد يواجه بعض التحديات، ومعرفة هذه التحديات وكيفية التعامل معها سيساعد الشركات على تجاوزها بنجاح وضمان تطوير الأعمال بشكل قوي.
مع كثرة خدمات الذكاء الاصطناعي المتاحة اليوم، قد تشعر بالحيرة عند اختيار الأنسب لمتطلبات عملك، فاتخاذ القرار الصحيح سيحدث فرقا كبيرا في نجاح جهودك لـ تطوير الأعمال، وهذه بعض النصائح لمساعدتك في عملية الاختيار:
هي حلول أو أدوات قائمة على تقنيات الذكاء الاصطناعي يتم تقديمها عبر الإنترنت (غالبا كخدمة سحابية) لمساعدة الشركات على أداء مهام معينة أو تحليل البيانات أو أتمتة العمليات.
لا، العديد من خدمات الذكاء الاصطناعي مصممة لتكون سهلة الاستخدام ولا تتطلب خبرة برمجية عميقة، ويمكنك البدء باستخدامها مباشرة.
تشمل التحديات الرئيسية نقص الخبرة، جودة البيانات، التكلفة الأولية، مقاومة التغيير من قبل الموظفين، وقضايا الأمان والخصوصية والأخلاقيات.
تستفيد من الذكاء الاصطناعي لتحسين خدمة العملاء وأتمتة التسويق وتحليل البيانات لفهم العملاء وإدارة المخزون وخفض التكاليف التشغيلية، وكل ذلك يساهم في تطوير الأعمال.
لا نكتفي في البدر للنظم الذكية وحلول البرمجة بتقديم المعلومات الوافية عن خدمات الذكاء الاصطناعي، بل نعمل جاهدين لتمكين عملائنا من الاستفادة القصوى منها وذلك لتحسين كفاءة عملياتك، أو تطوير حلول أعمال أفضل، أو حتى دمج تطبيقات الذكاء الاصطناعي المخصصة التي تلبي احتياجاتك الخاصة، ومن جانب آخر، فريقنا يمتلك الخبرة والمعرفة اللازمة ليكون شريكك الموثوق في لنجاح نشاطك التجاري، فهدفنا هنا أن نجعل خدمات الذكاء الاصطناعي في متناول يدك، ونسهل عليك تحقيق أقصى استفادة لدفع عملك نحو الأمام.