في زمن تتسابق فيه الشركات على جذب انتباه المستخدم، أصبحت تجربة المستخدم (UX) من العوامل الحاسمة التي تحدد نجاح أي تطبيق، فالأمر لا يقتصر فقط على شكل التصميم أو سرعة الأداء، بل يتعلق بكيف يشعر المستخدم أثناء استخدامه للتطبيق، فهل يشعر بالراحة؟ هل يجد ما يبحث عنه بسرعة؟ هل يعود لاستخدامه مرة أخرى؟ عندما نهتم بتجربة المستخدم من البداية، فإننا لا نرضي فقط العميل، بل نرفع من تقييم التطبيق في المتاجر الإلكترونية، ونزيد من عدد التحميلات، ونحصل على تقييمات إيجابية تزيد من انتشارنا.
ببساطة، تجربة المستخدم هي الانطباع الأول والأخير، وهي ما يجعل تطبيقك يتفوق في سوق مزدحم بالمنافسين.
دعنا نكون واقعيين: في الوقت الذي يفتح فيه المستخدم تطبيقك لأول مرة، أمامك ثوانٍ معدودة لتكسب رضاه أو تخسره للأبد، لأن تجربة المستخدم الجيدة تخلق تفاعلاً إيجابياً فورياً، حيث يشعر المستخدم بأن التطبيق صمم خصيصاً له – بسيط، واضح، وسريع، وفي المقابل، تجربة مستخدم سيئة تعني مغادرة فورية، وربما تقييم سلبي في المتجر الإلكتروني.
نجاح التطبيقات الكبرى في العالم لا يعود فقط إلى أفكارها، بل إلى اهتمامها البالغ بتجربة العميل، فمثلاً، تطبيق مثل “إنستغرام” ينجح لأنه يُشعر المستخدم بأنه يعرف تمامًا ما يريد، دون أي جهد أو تعقيد، والتركيز على تجربة المستخدم يجعل التطبيق ليس فقط أداة، بل تجربة يومية ممتعة، وهذا يترجم في النهاية إلى ولاء طويل الأمد، ومستخدمين يتحولون إلى سفراء لتطبيقك.
الخطوة الأولى نحو تحسين تجربة المستخدم هي أن تتوقف عن التفكير كصاحب مشروع وتبدأ في التفكير كمستخدم حقيقي، فما الذي يتوقعه من التطبيق؟ ما الذي يسعده؟ وما الذي يزعجه هنا يأتي دور تحليل وفهم تجربة العميل من وجهة نظره، وليس من زاويتك أنت، لذا ابدأ بجمع ملاحظات المستخدمين الفعليين من خلال الاستبيانات أو مراجعات التطبيق، وشاهد كيف يستخدمون التطبيق، واسأل نفسك: ما الذي يعيقهم؟ ما الصفحات التي يخرجون منها بسرعة؟
فمن خلال هذه البيانات، يمكنك إعادة ترتيب الأولويات وتصميم الحلول التي تلامس احتياجاتهم بدقة، لأن التطبيق الناجح هو الذي يشعر المستخدم فيه أنه صمم لأجله، وهذا لا يتحقق إلا عندما يتم بناء كل تفصيلة فيه بناءً على فهم عميق للسلوك والاحتياجات الفعلية للمستخدم.
عندما نتحدث عن تصميم التطبيقات، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو “الواجهة”، وهذه هي النقطة التي يتفاعل معها المستخدم مباشرة، وهي المسؤولة عن تكوين الانطباع الأول، فكلما كانت الواجهة بسيطة، كانت تجربة المستخدم أسهل وأكثر سلاسة، فلا حاجة للإبهار الزائد، ولا لتكديس العناصر في الشاشة، بل اجعل كل شيء في مكانه الصحيح، استخدم ألوانًا مريحة للعين، واختر خطوطاً واضحة.
وتذكر دائمًا أن المستخدم ليس لديه الوقت لفهم التعقيدات، فهو يريد الوصول للمعلومة أو أداء المهمة بأسرع ما يمكن، واستخدم عناصر مألوفة مثل الأزرار، القوائم، والإشعارات، مع توضيح كل خطوة، فعلى سبيل المثال، زر “التالي” يجب أن يكون واضحًا وبارزًا، وصفحة الدفع يجب أن تكون خالية من أي تشويش، والبساطة هنا لا تعني ضعف الإمكانيات، بل تعني أن كل شيء يعمل كما يجب، دون الحاجة لشرح، وهذا هو جوهر تجربة العميل الممتازة التي تترك انطباعًا إيجابيًا في كل مرة يستخدم فيها التطبيق.
من أكبر الأخطاء التي يقع فيها أصحاب التطبيقات هو الاعتقاد بأن تجربة المستخدم تنتهي بعد إطلاق التطبيق، والحقيقة أن إطلاق التطبيق هو فقط بداية الرحلة، وللحفاظ على تجربة مستخدم ممتازة، يجب أن تكون هناك اختبارات دورية وتقييمات مستمرة لأداء التطبيق، وتحديد المشاكل التي قد تظهر مع مرور الوقت أو بعد التحديثات.
قم بجدولة اختبارات UX شهرية أو فصلية، وشجع المستخدمين على إعطاء ملاحظاتهم بشكل دائم، فـ أحيانًا، تفاصيل صغيرة مثل مكان زر، أو سرعة تحميل صفحة، قد تؤثر بشكل كبير على تجربة العميل، ولا تنسى أن تتفاعل مع تقييمات المتجر، فهي كنز ثمين لفهم وجهة نظر المستخدمين من خارج فريق التطوير، فالتطبيقات التي تتطور باستمرار بناءً على الاختبارات والتغذية الراجعة تعطي انطباعًا قويًا بأنك تهتم فعلاً بالمستخدم، فهذا يزيد ولاءه ورضاه على المدى الطويل.
لا يوجد مبرر لاتخاذ قرارات عشوائية، فـ أدوات التحليل مثل Google Analytics أو Firebase يمكنها أن توفر لك نظرة عميقة على سلوك المستخدم داخل التطبيق، ومن خلال هذه التحليلات، يمكنك معرفة الصفحات التي يقضي فيها المستخدم وقتاً أطول، وأين يضغط أكثر، ومتى يخرج من التطبيق، وكل هذه المعلومات تساعدك على تحسين تصميم التطبيق بناءً على تصرفات حقيقية، وليس على توقعات.
فـ على سبيل المثال، إذا لاحظت أن عددًا كبيرًا من المستخدمين يغادرون من خطوة معينة أثناء التسجيل، فقد يكون السبب تصميم غير واضح أو خطوة مربكة، ويمكنك تحسينها بسهولة بناءً على هذه البيانات، وباختصار، التحليلات هي مرآتك لفهم تجربة المستخدم من زاوية واقعية، وهي أداة لا غنى عنها لأي تطبيق يسعى للنجاح والاستمرارية.
حتى نقرب الصورة بشكل أوضح، دعونا نلقي نظرة على بعض التطبيقات التي أصبحت قصص نجاح بسبب تركيزها على تجربة المستخدم:
هي كل ما يمر به المستخدم أثناء استخدام التطبيق، من سهولة التصفح وسرعة الأداء إلى بساطة التصميم ووضوح الأزرار، وتهدف لجعل استخدام التطبيق ممتعًا وسلسًا.
تجربة المستخدم تركز على التفاعل داخل التطبيق نفسه، بينما تجربة العميل تشمل كل ما يحيط بتعامل العميل مع شركتك، مثل الدعم الفني، والتواصل، وسهولة الدفع.
إذا لاحظت معدل انسحاب مرتفع من صفحات معينة، أو تعليقات سلبية، أو تقييمات منخفضة، فهذه مؤشرات تدل على وجود مشاكل في تجربة المستخدم تستدعي التحسين.
يمكنك استخدام أدوات مثل Google Analytics، Hotjar، وFirebase Analytics لمعرفة كيفية تفاعل المستخدم مع التطبيق وتحديد نقاط الضعف في التصميم أو الأداء.
لأن الشركات المتخصصة مثل البدر للنظم الذكية تمتلك خبرة في تصميم التطبيقات بشكل احترافي، ولديها أدوات وتقنيات تساعد في تحليل السلوك وتصميم تجربة مستخدم تحقق نتائج فعلية وتزيد من نجاح التطبيق.
النجاح في تحسين تجربة المستخدم لا يقتصر على مرحلة واحدة فقط في تصميم التطبيق، بل هو عملية مستمرة تتطلب مراقبة دائمة، وتحديثات مدروسة، واستماع جيد لصوت العميل، فكلما زاد اهتمامك بتفاصيل استخدام التطبيق من منظور المستخدم، زادت فرصك في بناء تطبيق ناجح في السوق، لذا:
ابدأ بفهم جمهورك، ثم قدم لهم واجهات سهلة وبسيطة، ولا تتوقف عن الاختبار والتحليل، وحافظ على سرعة الأداء، وكن دائمًا قريبًا من ملاحظات العملاء، لأن كل تعديل صغير بناءً على هذه الملاحظات قد يحدث فرقًا كبيرًا في تجربة العميل.
وإذا كنت تبحث عن شريك تقني يرافقك في كل هذه الخطوات ويقدم لك حلاً متكاملاً في تصميم التطبيقات وتحسين تجربة المستخدم، فإن شركة البدر للنظم الذكية مستعدة لمساعدتك من أول فكرة حتى الإطلاق، وما بعده – تواصل معنا الآن